ديوان الشاعرة المغربية لطيفة الزجاري
بِلا عنوان
تهتُ عني في
سراديب نسيان ذاكرتك
فمشيت
متعثرةَ الخُطا
أمام أبواب قصرك
صِحْتُ
سيدي و مولاي
ربوع مملكتك
وديان وشطآن
وأنا تائهة
أخشَى السَّيْر وحدي
أخشى الطُّوفان
سيدي
ضبابٌ حولي
يغْشاني يلُفُّني
يحجب عني الرؤيا
يكبِّل مني اليدَ وَالرجليْن
أتحَسَّسُ عمياءَ
أصير صمَّاءَ
أشعر الدُّوارَ والغثيان
سيدي
ضاعت بطائقي
تشعَّبَت طُرقي
صندوق بريدي
خالٍ من رسائلَ
تُرشِدُني من أكون
من يكون هذا الكيان؟
سيدي
تلاشت قِواي
فرَّ الصوتُ مني
قدَمايَ ما عادت تحملني
كَشَمْعَةٍ
نال منها الذَّوَبان
سيدي
عيون حرسك تُقلقني
ترهبني
يفرُّ الدم من عروقي
والشريان
وجليدُ مملكتك قاسٍ
وطيورُها هجرت الأفنان
سيدي
أنا عابرة سبيل
ترْجو الماء والزادَ
وكُوَّةً في أحد الأركان
فآرحم
وآعطِف
سيدي
ما عُدت أتحمل النسيان
فأنا آمرأة
بلا عنوان
لمشاهدة المقطع يرجى زيارة الصفحة الرسمية للشاعرة
وطن في خبر كان
في خاصرتي
خردقة
خنجر
جرح
لم ينذمل
يُعيق السير
يربط القدم
يصيبني بالعجز
بالموت
بالدمار
وطن صار خبر كان
تغريد عصافيره
دَوِيُّ قنابلَ
زغرودة نسائه
عويلٌ وصراخٌ
بطله شهيدٌ
أعراسُهُ تنهيدٌ
أمطارُه سيلُ دموعٍ
لم تجفْ
عطرهُ رائحةُ دمٍ
مرشوشٍ في الطرقاتِ
تاريخُه
ينذُبُ حظَّه العَثِرَ
بين يدي أشباهِ رجالٍ
صِبْيَتُهُ ما عادت
تنام على حكايا الجداتِ
ضاعت الحكايا
نُكست رؤوس الجداتِ
شبح الموت
يَعْبُر الممراتِ
مُلَوِّحاً
مُشيراً
أنا قادمٌ
أنَا آتٍ
أيَا زمناً
وَصَمه العارُ
الذلُ
الهوانُ
ماتت كرامتُه
زُهقت روحُ كبريائهِ
في الوحْل
عمامةُ عروبتِهِ
بُردَتُه صارت
موطِئَ النعالِ
الضِّحْكةُ غابت
هي بسمةٌ
باهتةٌ
على شفاهٍ
بينها وبين
الحياة براحٌ
إلى مزبلة التاريخ
في درب الآهات
حيث صديد الجروح
ورائحة النثانة
على ناصية التردد
جلس الأمل ينتحب
يبكي وطناً
وطنٌ الذل يعتريه
الكآبة تُدميه
يبكي أطرافاً
ملقاةً
هنا وهناك
أشلاء موتى
دون قبر
دون كفن
بين دجلة والفرات
يبكي تاريخاً
ضاعت شخوصه
هانتْ رموزُه
صارتْ صروحُه
والثرى
في دمشق
الأبيةِ الشقراءِ
يبكي بيتاً مقدسياً
دنَّسَه بنو صهيونَ
ثارت حجارتُه
شابَ وِلْدَانُهُ
أسْفر ثَغْر شهيدِهِ
عن ابتسامة
دوّتْ صيحةُ
غضب
أيا عُرْبُ
سُحقاً
مزبلة التاريخ
مثواكُم
جماعةً لا فُرادى
قِدِّيسَةٌ أكُونُ
من فوهة قذيفتك
رميتَ
شُعلة نار أحرقتِ
الأخضر واليابس
سهمٌ لمُضغة صدري
صوبْتَ
صارت حدائقي كالرميم
فمن يُحيي عظام
كاهلٍ سقط والربيعَ
ألوانً الطيف السبعِ
توحَّدَت
لتصيرَ لونَ الظلام
ونبيذُ الشرايين سال
على الطرقات
يدعو مصاصي الدماء
للوليمة
كيف للقافلة أن تسير؟
وقدَمُ رِكابِها عرْجي
ودليلُها يزحف والرمالَ
ووشمُ الذراع آستحال
ورماً لذْغتُه والقبرَ
ومآقٍ تحجَّر ماؤها
من صقيع النيران
الصديقة
وآلة غزْل الحروف
أصابَها الخَرَسُ
والفرَسُ نَخَّ لكبوتِه
ونعَق على صهيلِه
الغربان
ورأسُ نعامةٍ مغروسٌ
في الطين
صار مضرب الأمثال
في الشجاعة والإقدام
قِدِّيسة أكون حين
يدعوني التاريخ
لتسجيل آسمي
بين ضفتَي دفترك
أَكُون عبلة عنترةَ حين
أُرِّخَ ذكراها في
سِيَر الأبطال والعشاق
العدويةُ رابعةُ في
محرابِ الطهر والاشتياق
فتتضخم فيَّ الأنا وأصيرُ
والنجمَ
القطبيَّ سواءَ
تراتيلُ الحروف
أبثُّ شكوايَ للحرفِ
ينزل دَمْعُ مدادِي
على وجه ورقتي البيضاءَ
يتأبط شرّاً
تشعر لغةُ الضادِ
آلامَ المخاضِ
تلدُ قصِيدةً
أمُّها وجِيعَتِي
والأبُ الأقدارُ
تشعر اليُتْمَ
بين أحضانِ
المفرداتِ
للبحر أحكي الحكايةَ
فتُزْبِد حروفي
أمواجاً
ترتطم وصخرةَ
فؤادي المكلومِ
ليُغرِقَ ما تبقَّى
من أعراسٍ
تغدو
جنازةً لا تقبلُ
العزاءَ
وصخرةُ سيزيفَ
لا تبرَحُ كاهلَهُ
صعوداً ونزولاً
أصير ليلى
والذئبُ حولها
يحفُرُ الحُفَرَ
ليقعَ صريعَ ردائُها الأحمرِ
على طريقِ الأمل
ترسم حمامةٌ بهذيلها
وردةَ حبّ
يتبادلها العشاقُ
يرددون تراتيلَ
عنترةَ عبْلاهُ
وقيسَ ليلاهُ
تبتسمُ شفاهُ قلبي
أغْدو حوريةً
في جنةِ الألوانِ
سندريلا بجمالها الفتانِ
يهُبُّ نسيمُ روحِي
ويُنعشُ الوجوه والأبدانَ
تضحكُ الدنيا من حولِي
وترقصُ الأوراقُ والأغصانُ
فتُشفِي جروحَ
صحيفَتِي البيضاءِ
فيسيلُ حِبْرُ يراعِي
أنغاماً
وألحاناً
حق عزاؤنا
صاح الديك
طلع الفجر
نام شهريار
وسكتت شاه زاد
عن الكلام المباح
والعُرْب ما آستفاقوا
جفونُهم مثقلةٌ
نومُ أصحاب الكهف نومُهم
متى ستُصنع أمجادنا؟
تاريخنا فارغ
ما عساه يحكيه أحفادنا؟
سفنُ طارقَ غرِقت
وغرِقْنَا بعدها
بحثاً عن أشلائها
ملاحمُ سَلَفِنا
تُخّْفِي بسمةَ حسرةٍ
عن مآلنا
سوقُ عكاظَ
فُضَّتْ مجالسُه
خِزياً من خيْباتنا
خيْل عنترة
ما فرَّتْ ولا كرَّتْ
من كثرة زلاتنا
والخنساءُ ما آكتفت
بالبكاء عن فقْدِها
بل ندبَت موتَ ضمائرنا
سكَراتُ موتنا طالت
حقُّ عزاؤنا
ونَعْيُنا في
جنازة مَهِيبة
نُدفن بعدها
في مقبرة النسيان
موْتَى نحن أحياءَ
لا حياة لمن تُنادي
صرنا والعزةَ
غرباءَ عن بعضنا
دَقَّت طبول
نصرِ الخيبة
على رُفاتنا
فمَن يُنقِد
ما تبَقى
من سرابِ
كرامتك
يا عربي؟
سقط القناع
سقط القناع
وحَمَلُ المرعى
ما عاد في أيْدٍ أمينة
راعٍ كشف عن وجه الخديعةِ
ذئبٌ بأنيابٍ وديعةٍ
سرَقَ الأمانَ
سلبَ الأمْنَ
فتحَ بابَ الوجِيعةِ
سقط القناع
وسيْل الزُّبَى
أرْدَى بِسُمِّ لُعَابِهِ
ألف قتيل وقتيلةٍ
لا قانون له رادعٌ
ولا إلزامٌ بشريعةٍ
سقط القناع
والقلمُ الحرُّ
الذي أحبَبْنَا
صار بأحرُفٍ وضيعةٍ
ما قال صدقاً
كعهدِنَا بِهِ
بل صدَحَ بأكاذِيبَ شنيعةٍ
سقط القناع
وقاطعُ الطُّرُقِ
تصدَّر القوافِلَ
بوجْه مكشوفٍ
في طَليعةٍ
سقط القناع
والرُّمَّانُ الغامض
كشف عن حَبَّاتِه
مذاقٌ بِلا طَعمٍ
بِرِيحٍ فَضِيعةٍ
سقط القناعُ
وحُبُّ الأمس
صار خبرَ كانٍ
هَبَاءً غُبَاراً
بِلا ذَريعةٍ
سقط القناع
والمعاني غادرت اللفظ
أمسى أجْوَفَ أخْرَقَ
كمُومِسٍ خَليعةٍ
سقط القناع
والحُلُم البديعُ
أضْحى كابوسا
يُؤرقُ نَوْم رضِيعةٍ
سقط القناع
فمتى يعود الربيع
ويُزْهِر الجُلنَارُ
بطَبيعةٍ
سقط القناع
لمشاهدة المقطع يرجى زيارة الصفحة الرسمية للشاعرة
خربشاتُ أنثى
-
قال:
أنتِ أجملُ واحدةٍ في القاعة، آلتفتت فلم تكن هناك أنثى غيري
-
قال:
فيكِ سحر، فرقصت الأنثى بداخلي، فوضع يده على رأسي وقرأ تعويذة ضد السحر.
-
قال:
أحتاجُكِ بجانبي، كاد يُغْمى علي، أضاف: أمر بضائقةٍ مالية، هل من سلف؟
-
سألتُه
عن حبه لي، إلى متى؟ أجاب: بطول عمر الفراشة.
-
قال
غالية، فأغمضتُ عينيَّ وانتظرت باقي الكلام المعسول، فرفع زوج حذاء وأضاف: بمشقة
حصلت عليها بهذا الثمن.
-
قال:
أحبك، وصمت، ثم أضاف: في الله.
-
أخبرني
أنَّ لونَ عينيَّ ساحر، واتضح أنه يعاني من عمى الألوان.
-
أخبرني
أني أجمل من رأت عيناه، وأخرج قصيدة وقرأها بطريقة بْرايْ.
-
نادى:
يا فؤَادي، قلت: لبيْكَ، أردف: لا تسلْ أين الهوى، كان يغني كلثوميات.
-
جثا
أمامي على ركبتيْه، شعرت أني ملكة، قال: أزيحي قدميك، كان يبحث عن حذئه
-
قال:
سأحمل أغلى ما أملكُ في البيت، أغمضت عينيَّ في انتظار أن يحملني، حين فتحتها وجدتُني
والفراغ.
-
قال:
هاتِ يدكِ، مددْتها منظرة الخاتم، فسلم مودعاً.
-
صاح:
أخبرت أمِّي عنكِ، طار فؤادي فرحاً، أضاف: تريد خادمة.
-
قال:
جميلة، فرحت، قال: عذراً حسِبتُكِ هِيَ، يَخْلُقُ من الشبه أربعين.
-
أخبرني
أنَّ عرسنا سيكون يوم التاسع والعشرين من فبراير فكانت السنة بسيطة.
-
أسرَّ
لي أنه من عطري اشتم رائحة الأنثى والإنسان وأخرج منديله، كان مزكوماً
-
حدثني
بلطفٍ زائد، لم تكن عادتهُ، قال: أعدي الأكْل لدينا ضيوف.
-
أحبني
حتى الثمالة، وحين استفاق سألني: من أنتِ؟
-
قال:
أنت تفاحة، وتذكرتُ أنه يكره التفاح.
-
قال: اخترتُك
دوناً عن كل النساء، قلتُ جدْ لي: لِمَ؟ قال: لم أجدْ بينهن من تقبل بِي.
-
لوَّحَ
من بعيد، فطرتُ إليه حمامة، فمرَّ كالطيْف وسلَّمَ على أخرى.
-
قال:
قمر أنتِ، أضاءت جوانبي فرحاً، أضاف: ساعة الخسوف.
-
قال:
أنتِ حياتي ... وصمَتَ طويل ... فاتضح أنه مات.
-
سلَّمَ
علَيَّ بحرارة، فاحترق.
-
لاحقَنِي
طويلا عبر الطرقات، فدقت دفوف الفرح على نَغَم خُطواتِي، لأستفيق على اختفاء هاتفي
وحافظتي.
-
قال:
أنتِ حُلوة، ومن فرْطِ حلاوتي، أصيب بالسُّكَّرِي.
-
أحبَّني
حتى الجنون، ولازالَ يُعالجُ في مستشفى الأمراض العقلية.
لمشاهدة المقطع يرجى زيارة الصفحة الرسمية للشاعرة
حوار الروح
قلت وحروف التردد بادية
متى ألقاك أيها الأمل المنتظر؟
قال: ما غبت عنك قانية
كيف يلقاك من لم يفل وللأسباب يبتكر؟
قلت: للروح شكوى تؤرقني
يرهقها الغياب والسفر
قال: مالي صبر أيوب ولا أنا ذاك البطل المنتصر
كيف أنأى وروحي بين يديك بأمرك تأتمر
ولهفي إليك يعصرني والفؤاد يحتضر
قلت: إن غبت عني تقتلني
طيفك أمام ناظري ولخيالي يعتمر
بك تقر أعيني وبك يشفى الخافق والخاطر
قال: روحي فداك فكيف لي
أن أغيب والقلب من هواك يعتصر
وشوقي إليك يحملني يحرقني فأستعر
أذوب في هواك شمعة بل حديدا ينصهر
قلت: ويحي كيف ومتى وأنى
صار العشق لصاحبه يقتل ويدمر؟
العشق حياة سرمدية
بين روح وروح للفضاء هي تعبير
لمشاهدة المقطع يرجى زيارة الصفحة الرسمية للشاعرة
في ناظري
يختال ريش عشقه بداخلي
طاوسا في بساط روحي يتبختر
يزهو ومن ذا في ناظري
به يقارن سليل أسد حين يزأر
في حلبة السباق فرس بن مهرة
له صهيل سهم إذ يعبر
بين النشامى كريم أصل ذو عزة
سليل عز مثله يفتخر
ماء زلال به الأرض تحتفي
نهر دافق به الخير يغمر
علم شامخ في جبل يعتلي
قمة لها الأبصار ترنو وتنظر
نجم تلألأ في الأعالي ما اختفى
نور مضيء به الخوافي تظهر
جنة فاح أريجها وانتشى
زهر حقولها للرياحين ينثر
غيث إذ جاد سحبه ما اعتدى
مزن مائه عذب ما يفتر
خير عميم يصيب من اقتفى
أثر نعله به دياره تعتمر
لمشاهدة المقطع يرجى زيارة الصفحة الرسمية للشاعرة
أنشودة عشق
يصير حر عشقي جمرة
بها فؤادي قد اكتوى
يغرقني لجاج بحره فأنزوي
في قعره وظمئي أبدا ما ارتوى
صريع هواه أشكو الجوى وأرتضي
من غيثه قطرات ندى لقلبي دوا
أكتاله حبة ويكتالني قناطير
من سنبل على عروشه استوى
تميد بي ريح عشقه وأنتشي
وتقلب الكيان وما احتوى
يسحبني من جب بطرف حبله
فتدب الحياة أتنفس هوا
أشكوا وما شكواي كمن ظلم
شكوي فؤاد به ضعف ما قوى
إن كان للعشق فتيل فلي أنا
شيطان عشق لبيب ما غوى
أنشودة هي عزفت أنغامها
بناي راع مولع لها روى
أسير في درب هواه كمن به
مس أسدل ستاره ما طوى
فمرحى بلهيب في محراب عشقه
ومرحى به خليلا يا هوى
لمشاهدة المقطع يرجى زيارة الصفحة الرسمية للشاعرة
حلم
بت أستلذ النوم وأنام
علني ألقاك في النوم ولا ألام
ألقاك حلما صبيا يلهو في دنيتي
يستبقني ألحقه أستبقه فيغيب الكلام
نأخذ النجوم والسحب مطية
نقفز بينها حولها يعم السلام
ونطير عاليا نغدو نجمة
نسمو ونسمو فتلقانا عوالم
ننشد أنشودة عشق ممزوجة
بلحن حب أنغامها سلام
يسمع صداها من بعيد كل الورى
حتى من نام عنها أو عراه صمم
ترقص حولنا حوريات من الهوى
تنشد بعدنا وتردد نواعم
تقطفني تارة زهرة فاح عبيرها
تحصدني أخرى وتحزم الرزم
تكون الكريم دون أن أرتجي
تغرقني في بحر دام ذاك الكرم
أفيق من حلمي وأعود علني
ألقاك ويطول بي ذاك الحلم
وألقاك ثانية وأغدو طفلة
تأبى الاستيقاظ ويطول المنام
أبتغيك
أبتغيك في صحراء روحي واحة
بها أسقي ظمأ نوقي تروي عروقي
تصير رمال حنيني في فضاك زوبعة
أضيع في صحرائها يتوه فريقي
أبتغي سناك أحوم حوله فراشة
نجما قطبيا ينير في الظلام طريقي
أكون شمسا تدور حولها تارة
أرضا ما أعياها الدوران ترنو لشروقي
أبتغيك حمامة سلام لجناحيها صافة
تطوقني تملأ بهذيلها فضاء آفاقي
سفينة زمان نعبر عبرها ثورة، عن حاضر
تضيع في موج يمه سبل زوارقي
أبتغيك في عمري ما طال فرحة
تشفي جروحي تطفئ نار أشواقي
بك تصفو سماء روحي تزداد زرقة
أصير طيفا نورا يشع بريقي
أبتغيك لحنا مزجيا فاق روعة
ما جاد به فوف الأديم غربي ولا مشرقي
ترقص على عذب نغماته فرحة
أحلى الغواني رقصا ما هو بمنطقي
أبتغيك حرفا يتقطر لطفا ورقة
تذوب من غزل معانيه حدود فوارقي
أنسج خيوط صوفه أرتديه بردة
بها أزداد جمالا يكتمل رونقي
أبتغيك قيس بن الملوح ذاب لوعة
من عشق ليلاه وذاك من حقوقي
أرفع بها صوتي أطلقها صرخة
ما ابتغيت غيرك والشاهد خالقي
لمشاهدة المقطع يرجى زيارة الصفحة الرسمية للشاعرة
هو ذا وطني
هو النجوم في سماء الكون سابحة
هو الذر في جوف اليم منتشر
هو السحب جنباتها محملة
غيثا بقدومه الأرض تزهر
غال هو شامخ في قمم
به الدنا تزهو وتفتخر
نور هو عم الكون أوضحه
ما من سر خلفه أبدا يستتر
واضح وضوح من قبله قد صفا
في حرمه يطوف الحاج ويعتمر
غفور رحيم هو ذا وطني
بقلبي حبه يغلي يستعر
روحي فدا حبة من تربته
من مس ريح تراه ينتحر
صيد أهله ذووا كرم
بطول جيد التاريخ يشتهر
صحراؤه منه وله دوما أبدا
ما من أم لطفلها ترمي وترتحل
غر من ظن سهلا قسمته
خديج هو للحكمة يفتقر
وطني به قرت أعين أهله
ما رضت غيره وطنا تعتمر
دمت ودام صفوك أبدا
فيك العين تقر والقول يختصر
لمشاهدة المقطع يرجى زيارة الصفحة الرسمية للشاعرة
نل مغنما
لان الفؤاد طروبا متبسما
حين لاح هلاله مسلما
هال محييا جثا مترنما
يا أهل الصفا أكرموا مكرما
كارم حل كريما بمضي حوله
به المولى البرية قد أنعما
الخير معه العميم لأهله
من جاد في حضرته فقد سما
راء بها النفس تسمو وترتضي
ميم بها نجا من كان مجرما
ضاد نيل جناتها العزم تقتضي
نون أيقظت من بات غافلا نائما
رمضان حياك المولى بك نحتفي
سنا نورك عم الأرض والسما
بوركت من شهر هلت تباشيره
هبة ربانية لمن قلبه أسلما
فيك يتوب من كثرت أوزاره
يغدو طاهرا رضيعا قد أفطما
فيك يخطو خطو النبي محمد
ذاك الحبي أكرم به معلما
يامن شعب قلبه تحجرت
سر في ظل المصطفى فز دائما
عد ثلاثين يوما ليس غيرها
هب مسرعا، هيا نل مغنما
في درب الآهات
حيث صيد الجروح
ورائحة النثانة
على ناصية التردد
جلس الأمل ينتحب
يبكي وطنا
وطن
الذل يعتريه
الكآبة تدميه
يبكي أطرافا
ملقاة
هنا وهناك
أشلاء موتى
دون قبر
دون كفن
بين دجلة والفرات
يبكي تاريخا
ضاعت شخوصه
هانت رموزه
صارت صروحه
والثرى
في دمشق
الأبية الشقراء
يبكي بيتا مقدسيا
دنسه بنو صهيون
ثارت حجارته
أسفر ثغر شهيده
عن ابتسامة
دوت صيحة
غضب
أيا عرب
سحقا
في مزبلة التاريخ
سدتم
وارتضيتم الإمامة
جمعا لا فرادى
في القمامة
وطن في خبر كان
في خاصرتي
خردقة
خنجر
جرح
لم يندمل
يعيق السير
يربط القدم
يصيبني بالعجز
بالموت
بالدمار
وطن صار خبر كان
تغريد عصافيره
دوي قنابل
زغرودة نسائه
عويل وصراخ
بطله شهيد
أعراسه تنهيد
أمطاره سيل دموع
لم تجف
عطره رائحة دم
مرشوش في الطرقات
تاريخه
يندب حظه العثر
بين يدي أشباه رجال
صبيته ما عادت
تنام على حكايا الجدات
ضاعت الحكايا
نكست رؤوس الجدات
شبح الموت
ملوحا
أنا قادم
أنا آت
أيا زمنا
وشمه العار
الذل
الهوان
ماتت كرامته
زهقت روح كبريائه
في الوحل
عمامة عروبته
بردته صارت
موطئ النعال
الضحكة غابت
هي بسمة
باهتة
على شفاه
بينها وبين الحياة
براح
حق عزاؤنا
صح الديك
طلع الفجر
نام شهريار
وسكتت شاه زاد
عن الكلام المباح
والعرب ما استفاقوا
جفونهم مثقلة
نوم أصحاب الكهف نومهم
متى ستصنع أمجادنا؟
تاريخنا فارغ
ما عساه يحكيه أحفادنا
سفن طارق غرقت
وغرقتا بعدها
بحثا عن أشلائها
ملاحم سلفنا
تخفي بسمة
حسرة عن آمالنا
سوق عكاظ
فضت مجالسه
خزيا من خيباتنا
خيل عنترة
ما فرت ولا كرت
من كثرة زلاتنا
والخنساء ما اكتفت
بالبكاء عن فقدها
بل ندبت موت ضمائرنا
سكرات موتنا طالت
حق عزاؤنا
ونعينا في
جنازة مهيبة
ندفن من بعدها
في مقبرة النسيان
موتى نحن أحياء
لا حياة لمن تنادي
صرنا والعزة غرباء
عن بعضنا
دقت طبول
نصرا الخيبة
عل رفاتنا
فمن ينقد
ما تبقى
من سراب
كرامتك
يا عربي؟
لمشاهدة المقطع يرجى زيارة الصفحة الرسمية للشاعرة
أترك تعليقا